يُعد حصن “بيت النعمان” من المعالم التاريخية المهمة في ولاية بركاء، ويتميز بطابعه العمراني الفريد إضافة إلى موقعه الإستراتيجي.
سبب البناء:
منذ ثلاثة قرون وربع القرن كانت الرحلة شاقة بين مسقط ومقر حكم اليعاربة في الرستاق والحزم على ظهور الإبل والخيول وفي منتصف الطريق بين مسقط والرستاق تم تشييد حصن بيت النعمان في القرن السابع عشر كمأوى ريفي. كما استخدم بيتا للضيافة لأئمة اليعاربة في رحلاتهم من عاصمتهم في الرستاق وإليها.
ومن المتداول أن تشييد حصن النعمان قد تم حوالي 1691 - 1693م في عهد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي الذي كان حصن جبرين مقرا لحكمه، ويعتقد أن حصن بيت النعمان قد بني بمبادرة من أخ الإمام بلعرب وهو الإمام سيف بن سلطان اليعربي.
وتم تجديد الحصن على يد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (1749 -1783) بعدما يقارب من قرن من الزمان من بنائه، حيث تم تحصين المبنى عن طريق تعزيز الأسوار وإضافة برجين دفاعيين على محور خط قطري مما وفر للحراس قدرة على إطلاق النار في جميع الاتجاهات، وبهذا فإن البيت الريفي الفخم الذي لم يكن مجهزا في الأصل إلا بفتحات رمي ومتاريس قد تحول إلى قلعة محصنة.
مكونات مبنى الحصن:
ويتكون الحصن من ثلاثة أدوار، وله هيئة رفيعة بسبب ارتفاعه وهو محمي بسور مزود بفتحات مع مدخل وحيد من خلال باب خشبي ثقيل. والدخول إلى الحصن يمر عبر بوابة خشبية منقوشة تحت قوس محدب موضوع في مستطيل مفتوح من الجص المزخرف، وتقود قاعة واسعة إلى خمس غرف بعضها به سقف معقود وتتلقى غرف الطابق الأرضي الإضاءة من شبابيك موجودة في أعلى الجدران.
ويمر بالحصن فلج كان يتخذ سبيله عبر الطابق الأرضي من الجنوب إلى الشمال مرورا بأحواض الوضوء وأماكن الاغتسال، وقد أبقيت القناة المائية جافة للحفاظ على بنية الصاروج العماني وهو عبارة عن نوع من الطين التقليدي المحروق عند درجة حرارة معينة.
وكان الطابق الأرضي للحصن يضم التجهيزات والخدمات اللازمة للاحتياجات اليومية لسكان الحصن وأماكن لإعداد الطعام، والأعمال المنزلية كما توجد مخازن التمور واستخلاص العسل نحو الجرار الموجودة في فجوات في أرضية الحصن.
ويوجد عند الطريق المؤدية إلى الطابق الأول مندوس يقدر عمره بنحو مائة سنة تقريبا ويعتقد أنه كان يستخدم في حفظ الثياب الفاخرة والأسلحة والأغطية والسجاد والعملات المعدنية. وتوجد باحة الاستقبال وغرف الضيوف التي يطلق عليها “الأروقة الملكية” في الطابق الأول حيث يمكن الوصول لها بسهولة بواسطة درج مرتفع وضيق، وقد تم تزيينها بالسجاد الفرنسي والوسائد الحريرية ومندوس مطعم بأشكال معقدة من النحاس الأصفر وتعكس الأروقة الملكية مظاهر الثروة من خلال الخزف والقطع الثمينة والنادرة من الحلي الفضية وتعرض هذه الكنوز حاليا بأسلوب متحفي جميل.
وتوجد في الحصن غرفة واسعة تبدو كمجلس رئيسي غير أنها كانت تستخدم للصلاة ولعل وجود المحراب الصغير في هذه الغرفة خير دليل على ذلك، إذ إن قاعة الصلاة تشكل عنصرا معماريا مهما في حصن بيت النعمان ويشير المحراب باتجاه القبلة كما يحتوي التصميم الداخلي للحصن على مساقط صغيرة أعلى المدخل وطرق غير نافذة لتضليل الغزاة ومسالك الهروب الخاصة بسكان الحصن، ويوجد في غرفة الإمام مخبأ ذو فتحة صغيرة في الأرض تحتها غرفة مظلمة في البرج الجنوبي الشرقي وتخفي هذه الغرفة معبرا آمنا نحو الأرض.
ويوجد في أقصى ركن من سطح الحصن باتجاه البحر بناء فريد وهي غرفة صغيرة مخصصة للراحة والتأمل مما يتماشى مع طبيعة المنتجع الريفي وهذه الغرفة لا يمكن الوصول إليها إلا عبر الدرج تطل على مساحات شاسعة من أشجار النخيل ومفتوحة على نسمات البحر.
Bait Al Numan Castle, ولاية بركاء، عمان
الاثنين
8:00 ص - 2:30 م
الثلاثاء
8:00 ص - 2:30 م
الأربعاء
8:00 ص - 2:30 م
الخميس
8:00 ص - 2:30 م
الجمعة
مغلق
السبت
مغلق
الأحد
8:00 ص - 2:30 م
التوقيت المحلي 19/12/2024 9:04 ص
We want to send you notifications for the newest news and updates.
Add a review