مصدر الخبر
موقع أثير
افتتحت مؤخرًا فعالية “رنين الفنية” في ولاية مطرح، بهدف تسليط الضوء على المواقع التاريخية العريقة للولاية من خلال الفنون البصرية والسمعية. هذه الفعالية، التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، تستمر حتى 30 نوفمبر الجاري، وتُعد منصة لاستعراض أعمال فنية متميزة من جميع أنحاء العالم، من أبرزها العمل الفني “متحف القمر” للفنان البريطاني لوك جيرام.
“متحف القمر” هو عمل فني متنقل يجمع بين العلم والفن، ويعرض مجسمًا كرويًا للقمر يبلغ قطره سبعة أمتار. صُمم المجسم باستخدام صور مفصلة لسطح القمر حصل عليها الفنان من وكالة ناسا، حيث يمثل كل سنتيمتر من هذا العمل ما يعادل خمسة كيلومترات من سطح القمر الحقيقي. هذا المجسم الفريد يتم عرضه بطرق مختلفة سواء في الهواء الطلق أو داخل القاعات المغلقة، مما يتيح للجمهور تجربة بصرية وسمعية متنوعة.
يُعد “متحف القمر” أكثر من مجرد عرض فني؛ فهو مزيج متناغم من الصور القمرية، الإضاءة الخافتة، والتركيبات الصوتية المحيطة. تتنوع الأنشطة التي تُنظم تحت مظلة هذا العمل الفني بناءً على الموقع الذي يُعرض فيه، مما يخلق تجربة فريدة مستوحاة من القمر في كل مكان يزوره.
يرى العمل القمر بوصفه “مرآة ثقافية” للمجتمعات، حيث يعكس تصورات البشر المختلفة عنه عبر العصور. فقد تم تفسير القمر بطرق شتى، بدءًا من كونه إلهًا أو كوكبًا، وحتى اعتباره أداة لتحديد الزمن والتقويم أو مصدرًا للضوء أثناء الملاحة الليلية. كما ألهم القمر الشعراء والعلماء والفنانين بمختلف ثقافاتهم بفضل نوره السحري وأشكاله المتغيرة.
يتيح “متحف القمر” للزوار فرصة للتأمل في العلاقة الثقافية والعلمية بين البشرية والقمر، وتسليط الضوء على أحدث الاكتشافات المتعلقة به. يتغير معنى هذا العمل الفني بناءً على المكان الذي يُعرض فيه، مما يثري تجربة الجمهور ويضفي عليها طابعًا محليًا ودوليًا في آنٍ واحد.
منذ إطلاقه، جاب “متحف القمر” أكثر من 30 دولة حول العالم، من بينها إنجلترا، لاتفيا، الهند، بلجيكا، وأستراليا. كما عُرض في مواقع متنوعة مثل الكاتدرائيات والمتاحف والحدائق والمساحات العامة. مؤخرًا، زار العمل دبي في يونيو 2024، حيث عُرض في “متحف أولي للألعاب التجريبية” خلال عيد الأضحى، محققًا تفاعلًا واسعًا من الزوار.
يهدف هذا العمل الفني إلى ربط الفن بالعلوم، من خلال تقديم تجربة تفاعلية وتعليمية تعزز فهم الجمهور لجمال وتعقيد القمر. وهو دعوة لاستكشاف أبعاد جديدة تجمع بين الإبداع الفني والتقدم العلمي، مما يجعل منه تجربة فريدة تستحق التأمل.
Add a review